الثالث: ظواهر تعبيرية في جوابات قرآنية.
وانتهى البحث بخاتمة لخصتْ مادته، والنتائج التي تضمنها ووصل إليها.
وقد اعتمدت في بحثي على مصادر ومراجع كثيرة ومنوّعة، فمنها ما يتعلق بالدراسات القرآنية، وفي مقدمتها التفاسير، كتفسير الكشاف، ومجمع البيان، والتفسير الكبير، والجامع لأحكام القرآن، وروح المعاني، وتفسير القاسمي، والتحرير والتنوير، وفي ظلال القرآن، والتفسير البياني وغيرها. ثم كتب معاني القرآن، مثل مجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للفراء ومن علوم القرآن، البرهان للزركشي.
ومن كتب اللغة المفردات في غريب القرآن للراغب الأصبهاني، والصاحبي لأبن فارس، والفروق في اللغة لأبي هلال العسكري وعدد من المعجمات.
وكتب الإعراب، كإعراب القرآن للنحاس، ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب، والبيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري.
وكتب النحو مثل كتاب سيبويه، والمقتضب، والمفصل وشرحه، ومغني اللبيب وهمع الهوامع والجنى الداني وغيرها.
ومن كتب البلاغة دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، والطراز للعلوي، وأمالي المرتضى، والمثل السائر لابن الأثير، وتحرير التحبير لابن أبي الإصبع المصري.
ولم يكن الوقوف عند هذه المصادر والمراجع وقوف الناقل حسب، وإنما المتأمل المحلل المؤيد لما يراه موافقًا للمعنى أو السياق، والراد لما يراه بعيدًا عن ذلك. فضلا عن وقوفي وقوف المستشف لألوان الجوابات وإطلاق المسميات على بعضها، وتحديد أنواعها، والبحث في بطون الكتب عما كان منفصلا منها عن سياق السؤال أو الخبر الذي ورد جوابًا له. وكان من الصعوبات التي واجهت البحث ابتداء، هي دقة الموضوع وسعته وما فيه من غموض في عدد من جوانبه وضرورة تقليب الفكر فيها، مع قلة المصادر وصعوبة الحصول عليها غالباً. ولكن الله تعالى هيأ لأكثر هذه الصعوبات أسباب انفراجها. وقد كان لمشرفي الأستاذ الدكتور كاصد الزيدي الفضل الكبير في تذليل كثير من صعوبات البحث، وإنضاجه ومتابعته له باستمرار بدأبه وصبره المعروفين عنه. وقد بذلت وسعي بهذا العمل، طلبًا لمرضاة الله تعالى ونيل ثوابه أولاً، وطلبًا للعلم الرفيع: علم البحث القرآني. فإن بلغتُ ما أرجوه فمن كرم الله تعالى عليّ وفضله، وإن لم أبلغه فمن قصور النفس العاجزة عن بلوغ الكمال. وحسبي فيما كتبتُ أني قد حاولت.
والله الموفق لكل خير وصواب.