على سبيل المغالطة. فيتماثل مع ما سبقه في الشكل دون المضمون وإن اشتركا في الأصل.
(12) إنَّ نموذجًا واحدًا من حوار غير العقلاء ورد في التعبير القرآني وهو حوار سليمان عليه السلام الهدهد، إذ لا يعد الطير من جنس العقلاء.
(13) لوحظ في صور حوار الباري سبحانه الأنبياء والرسل اختلاف رتب المتحاورين، وأنه حوار – في الغالب – غير قصير، إذ يتناوب المتحاوران في العملية الكلامية، وهو حوار ورد في حوادث وقصص سُرِدت على سبيل بيان المعجزات والخوارق وسير الحوادث في الدعوة. وحوار الباري سبحانه ورد على سبيل الأمر المجزوم فيه بالوجوب منه سبحانه. أما أسلوب الأنبياء والرسل، فيلحظ فيه سمة الطاعة والخشوع والتضرع لله عظم شأنه.
وكانت دلالات التعجب والاستبعاد غالبة على أسلوب حوار الأنبياء والمصطفين في حوار الملائكة إياهم، لأن ما تخبرهم به الملائكة يقع في غير المألوف والمعتاد عندهم، فيأتي جواب الملائكة رادًّا إياهم إلى الحقيقة التي قد يُغفل عنها لعلة، وهي إرادة الله في الخلق والكون، بأن يقول للشيء: (كُن فَيَكُونُ).
(14) أما حوار الأنبياء والرسل لأقوامهم أو ذويهم فتتسم بتناوب الأطراف المتحاورة في التعابير الجوابية، إلا في حوار الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن أسلوب محاورته لم يتسم غالبًا بهذا التناوب. وإن سمة التقرب والتودد