سياق الحال، أو قد يتضمن الخبر الذي بعد السؤال معنى الجواب وهو ما يسمى القرينة السياقية.
أو قد ترد الإجابة محذوفة ويدل عليها دليلان، هما: السياق والحال معًا، كالذي ورد في إجابة دعاء إبراهيم عليه السلام بجعل مكة بلدًا آمنًا. وطرح الجواب يدخل تحت الإيجاز البلاغي.
ومنها تهافت الجواب بعد سؤال من عالم بما يسأل، وإنما كان سؤاله تبكيتًا أو تقريرًا للمجيب أو تدحيضًا لحجته. وقد يدل السياق في آخر التعبير على عدم نطق المجيب وتهافت جوابه.
(17) اعتمدت الجوابات القرآنية أساليب عدة كان المحور الأساس الذي تدور عليه، وجوه البلاغة النحوية التي تتعلق بالمعاني، فضلا عن أساليب الاستفهام المتعددة، حين تخرج عن المعنى الحقيقي له، إلى معانيه الثواني، وهي كثيرة وبليغة، وكذلك اعتماده التشخيص والأسلوب التصويري، والتمثيل، والاستعارة، فضلا عن اعتماده أسلوب الالتفات. وكثيرًا ما يعتمد التكرير، قصد إحداث التأثير، وتثبيت المعاني، وترسيخها. وكان في كل ذلك يختار الألفاظ التي تكون أمس رحمًا بالمعنى المراد. ويختار الصيغ التي يظهر مدلولها النفسي في المتلقين، فضلا عن اختياره الدقيق للأساليب.
(18) وكان أكثر الأساليب ورودًا في التعبيرات الجوابية أسلوب القصر سواء بالنفي والاستثناء أم القصر بإنما أم بالتقديم والتأخير وما إليها.