الحث. فليس هو ردعًا بالمفهوم المتعارف عليه لدى النحاة الذي كثيرًا ما قُرِن بمعنى الزجر وما يستعمل لزجر الكلاب ونهرها، أو يستعمل في الشتم والرمي بالقبيح والتوعد بمكروه. وهو مما لا تليق مخاطبة النبوة به، ولا سيما أن المخاطب هو الله تعالى لهم. وقد استعمل القرآن الكريم الألفاظ ووضعها وضعًا مكَّنَها فيه من التعبير عن المعنى المراد بدقة. فالأداة (كلاَّ) على ما قالوه من كونها ردعًا وزجرًا، لا يوافق عددًا من نصوص التعبير القرآني، الذي كان من الواجب اعتمادها أصولاً أولى بدلاً من غيرها عند وضع القواعد أو المعاني المُعبِّر عنها بالأدوات.
(10) أكثر ما وردت التعبيرات التقابلية جوابات للمشركين واليهود وأهل الافتراء، أو من هؤلاء لغيرهم على سبيل الكذب، إذ لم يرد هذا اللون جوابًا من الأصفياء أو جوابًا لمؤمن تقي. وعلى ذلك فأبرز دلالة تلمح في الجوابات التقابلية هي دلالة التكذيب لمن خوطب أو وُجِه له الجواب، وهي دلالة مؤكدة بورودها في سياق تقابلي.
(11) إن أبرز معاني ودلالات جوابات التماثل هي تقرير الأمر وتوكيده، أو التسليم به، فضلاً عما في التكرار الصوتي والترديد في مجموعة من الأصوات من أثر في إحداث الانفعال المطلوب في نفس المتلقي بواسطة هذا اللون من التكثيف الدلالي.
وهذا التكرار قد يوافق السياق السابق له من حيث المعنى، وقد لا يوافقه؛ إذ قد يرد الجواب المتماثل على سبيل التمثيل، أو الجزاء على الفعل، أو