والتهويل، والتعجيب من الأمر الذي يراد تفسيره. وهو تعبير (ما أدراكَ) الذي قد يكرر، توكيدًا لمعناه. وأكثر ما وردت جوابات التفسير موضحة لألفاظ غريبة، وغير متعارف عليها – في الأغلب – في المجتمع العربي قبل الإسلام، كالقارعة، والحطمة، وسقر، والعقبة، وسجين، وعليين، والطارق، ويوم الدين، والقّيوم، والصمد وما إليها. وهي ألفاظ تتعلق بأمور غيبية لها وشيجة باليوم الآخر، وعلى هذا فإن السياق القرآني كثيرًا ما يتولى التفسير، فيكون المجيب هو ذاته السائل. وأكثر ما يرد التعبير المفسِّر مباشرًا للسياق السابق له من غير واسطه، فيكون مجردًا من التلقين أو إحدى صيغ القول الأخرى، التي كثيرًا ما تصدرت جوابات البيان. وقد تنوعت التعبيرات التفسيرية، فقد ترد بتراكيب اسمية حُذِف مبتدؤها، أو ترد بالوصف، أو بتركيب فعلي، وكثيرًا ما تلازم دلالات التفخيم والتهويل والتعظيم هذا اللون من الجوابات.
(8) إنَّ أغلب جوابات النفي عدا جواب إبراهيم عليه السلام كانت ردًّا للكافرين أو المعاندين أو الجاحدين أو منهم. ومن ثَمَّ كانت دلالات التكذيب أو التوبيخ أو التهكم والخضوع أو الاستسلام ملازمة لكثير منها.
(9) قد قَرنَ كثير من العلماء بين معنيي الردع والزجر في حرف الجواب (كلاَّ)، من غير تفريق بين المعنيين في هذا الحرف، إذ إن الجواب بـ (كلاَّ) الموجه للمعاندين والجاحدين والكافرين غيره الموجّه إلى الأنبياء والرسل، الذي تلمح فيه معاني النصح والإرشاد والتنبيه والترغيب أو