ويلحظ في هذا التعبير الجوابي أنه ورد بتقديم السبب وهي (الهبة) على المسبب وهو (إصلاح زوجه)، فقد ((قدّم هبة يحيى مع توقفها على إصلاح الزوج للولادة؛ لأنها المطلوب الأعظم)) (¬5)، والغاية المبتغاة من دعاء زكريا عليه السلام، وانه أردف بتعبير تعليلي، هو قوله تعالى: {إِنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}، فهذا ((تعليل لما فصل من فنون إحسانه المتعلقة بالأنبياء المذكورين سابقًا عليهم السلام. فضمائر الجمع للأنبياء المتقدمين، وقيل: لزكريا وزوجه ويحيى)) (¬6).
ومن هذا الوادي قوله تعالى مخبرًا عن اعتراف ذي النون عليه السلام بما بدر منه، وذلك بأسلوب النداء، مضمَّنا الدعاء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} (¬7). فقد حصلت الاستجابة لدعائه عليه السلام بقوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ
¬__________
(¬1) المفردات في غريب القرآن /419 (صلح)، ومختار الصحاح / 367 (صلح).
(¬2) إعراب القرآن النحاس 3/ 77، والكشاف 2/ 582، ومجمع البيان 7/ 61، والتحرير والتنوير 17/ 136، وروح المعاني 17/ 87.
(¬3) المفردات في غريب القرآن / 420 (صلح).
(¬4) روح المعاني 17/ 87.
(¬5) نفسه 17/ 87.
(¬6) نفسه 17/ 87.
(¬7) سورة الأنبياء /87.