والتفجير مشتق من الفجر، وهو ((شق الشيء شقًا واسعًا)) (¬6). وتدل الفاء مع صوت آخر يليها مضعّف أو صوتين مختلفين، على التشتيت في عدد من الألفاظ، مثل فجَّ، وفتَّ،، وفتّقَ، وفرّقَ ...
ويعني هنا ((إسالة الماء)) (¬7) بغزارة وشدة. وقد أُسنِد التفجير إلى العيون في المعنى وأُوقِع على الأرض في اللفظ، بقصد الشمول (¬8)، والمبالغة (¬9)، إذ ((أفاد أن الأرض قد كانت صارت عيوناً كلها وأن الماء قد كان يفور من كل مكان منها. ولو أُجري اللفظ على ظاهرهِ فقيل: وفجرنا عيون الأرض أو العيون في الأرض لم يفد ذلك ولم يدل عليه ولكان المفهوم منه أن الماء قد كان فار من عيون متفرقة في الأرض وتبجس من أماكن منها)) (¬10)، لا من جميعها.
ومن ثم لم يكن فيه لو جاء بذلك التعبير ذلك التصوير للهول الذي أصابهم والعقاب الذي دل عليه الإسناد المجازي الوارد في التعبير الجوابي.
¬__________
(¬1) سورة القمر / 10 - 14.
(¬2) التحرير والتنوير 27/ 182.
(¬3) المفردات في غريب القرآن / 795 (همر).
(¬4) الكشاف 4/ 37.وينظر تفسير الجلالين / 705.
(¬5) الكشاف 4/ 37.وينظر تفسير الجلالين / 705.
(¬6) المفردات في غريب القرآن / 561 (فجر).
(¬7) التحرير والتنوير 27/ 183.
(¬8) دلائل الإعجاز / 132، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز / 132.
(¬9) الكشاف 4/ 37.
(¬10) دلائل الإعجاز / 132 – 133. وينظر الكشاف 4/ 37، والتحرير والتنوير 27/ 183.