ومن الأدلَّة على بطلان هذا الزعم أيضاً ما هو معروف عن التبليغيِّين من ترويج الكتب المشتملة على الأباطيل وأنواع الضلال؛ مثل كتاب "تبليغي نصاب" وغيره من كتب مشايخ التبليغيِّين، وهي كثيرة، ولا حاجة إلى ذكرها.
وكذلك ترويجهم لكتب الأذكار والأوراد المبتدعة؛ كـ "الحزب الأعظم" و "دلائل الخيرات" و "قصيدة البردة" وما شاكل ذلك من الأذكار والأوراد المبتدَعَة التي قد افتتن بها التبليغيُّون، وافتتنوا بترويجها في أسفارهم للدعوة والتبليغ، وزعموا أنها ترقِّق القلوب.
ومَن كان اعتمادهم على الكتب والأذكار والأوراد المشتملة على الشرك والبدع والضلال؛ فلا شكَّ أن دعوتهم ستكون خالية من الخير والهدى.
وقد ذكرت في أثناء الكتاب قصصاً كثيرة من قصص الشرك الأكبر وفساد العقيدة وغير ذلك من أنواع الضلال الذي وقع من كبار مشايخ التبليغيِّين؛ فليراجع ما تقدَّم (¬1)؛ ففيه أبلغ ردٍّ على من مدحهم ومدح دعوتهم وزعم أنه قد حصل على أيديهم خير كثير واهتدى بدعوتهم خلق كثير.
وبعد؛ فنحن لا ننكر أن يكون قد أجاب التبليغيِّين إلى الإِسلام أعدادٌ كثيرة من المشركين وغيرهم من أهل الملل، ولكن لا عبرة بإظهار الإِسلام مع البقاء على ما يناقضه من الشرك والعقائد الفاسدة، وقد كان المنافقون يظهرون الإِسلام وهم في الباطن على خلافه، وكذلك الباطنية وغيرهم من أهل الملل والنحل التي ينتسب أهلها إلى الإِسلام وهم في الباطن على خلافه؛ فهؤلاء لا
¬__________
(¬1) (ص 38 – 150)، و (ص 211).