فليتأمل صاحب الكتيِّب المشؤوم هذه الرواية عن الإِمام أحمد، وليتأمل ما قبلها من أقوال الفضيل بن عياض، وما ذكرته في أول الكتاب من أقوال السلف الصالح في التحذير من أهل البدع والنهي عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم والأمر بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم، وليتَّق الله تعالى، وليحذر من الإِصرار على مصاحبة التبليغيِّين والجدال عنهم بالباطل، ولا ينسَ قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ للمصرِّين، الذين يصرُّون على ما فعلوا وهم يعلمون"، ولا ينس رسالته إلى إنعام الحسن ومَن معه من مشايخ التبليغيِّين وما أنكره عليهم من الشرك والبدع والضلالات والجهالات، ولا ينس أنهم رفضوا الإِجابة على رسالته، لأنها لم تصادف قبولاً منهم، ومَن كانوا بهذه الصفة الذميمة؛ فإنه ينبغي له أن ينابذهم ويعاديهم ويتقرَّب إلى الله ببغضهم وهجرهم، وحيث إنه كان على العكس من ذلك؛ فإنه ينبغي لأهل السنة أن يُلْحِقوه بأهل البدع، ويعاملوه بما يعاملونهم به من البغض والهجر والتجنُّب، حتى يتوبَ وتظهر توبته.
******