وتقدَّم أيضاً عن أنور شاه الكشميري - وهو من كبار مشايخ التبليغيِّين -: أنه تعرَّض لسب شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
وتقدَّم في القصة الرابعة من قصص التبليغيِّين: أن أحد أمرائهم قال: "والله؛ لو كان لي من الأمر شيء؛ لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، ولم أترك على وجه الأرض منها شيئاً".
وتقدَّم في القصة السادسة: أن بعض قادتهم أحرق "الجامع الفريد" ليشفي غيظه وحقده على العقيدة السلفية وأهلها.
إلى غير ذلك مما تقدَّم عنهم من البلايا والطامات الكبار والمعاملة السيئة لمشايخ أهل التوحيد وعلمائهم.
فليتأمَّل صاحب المقال ما ذكره العلماء المطَّلعون على أخبار التبليغيِّين وأحوالهم، ولا سيما كتاب سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي المسمى "نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية"، وكتاب محمد أسلم الباكستاني المسمى "جماعة التبليغ: عقيدتها وأفكار مشايخها"، فلعله يتبيَّن له من سوء أحوال التبليغيِّين وأفعالهم ما كان خافياً عليه، فيرجع عن مجازفاته في مدحهم والثناء عليهم بما لا يستحقُّونه، ويعلم أن مبدأهم فيما يزعمونه من إكرام المسلم لا يعدوهم ولا يعدو أتباعهم الذين يسيرون في معيَّتهم؛ فضلاً عن أن يملأ ما بين السماء والأرض.
- ومن أخطاء صاحب المقال الباطل زعمه أن خروج التبليغيِّين للتبليغ خروج في سبيل الله، ثم قال: "ينتقدكم الغافلون أو الجاهلون بأن هذا لا يسمَّى جهاداً، وأنتم تقولون: الخروج جهاد، وأنا أقول لكم: روينا عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "مَن أتى هذا المسجد لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه؛ كان كالمجاهد في سبيل الله.