ثم أنكر عليهم ما يأتي في بيانات بعضهم من ذكر البيتين لمجنون ليلى:
أَمُرُّ عَلى الدِّيارِ دِيارِ لَيْلى ... أُقَبِّلُ ذَا الجِدارَ وذَا الجِدارا
ومَا حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلْبي ... ولكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيارا
ثم قال: "فبسبب هذين البيتين نرى كثيراً من جهلة المسلمين من يقبِّل الجدران جدران القبور أو الشبابيك الموضوعة على بعض الأماكن المقدسة، حتى آل الأمر إلى عبادة القبور، وهذا يفتح باب البدع على مصراعيه، حتى يقع الناس في الشرك الأكبر؛ كما وقعوا فيه في الماضي، فهو من جملة العوامل المؤدية إلى ذلك".
ثم أنكر عليهم ما يأتي في بيانات بعضهم من ذكر عالم الأرواح؛ أي: ما يزعمونه من استحضار أرواح الموتى أو استحضار الجن، وكلا الأمرين من أعمال الشياطين.
وفيما ذكرته من كلام صاحب الكتيِّب أبلغ ردٍّ على مغالطته ومجازفته في تبرئة التبليغيِّين من الأمور التي تخالف الشرع، بل كل جملة من كلامه فيها أبلغ ردٍّ عليه، ومَن تأمل رسالته إلى إنعام الحسن وأصحابه من علماء التبليغيِّين، وما جاء فيها من النقد الجيِّد لبدعهم وأعمالهم التي تخالف الشرع، وقابل بين نقده لها وبين مغالطته ومجازفته في تبرئتهم من الأمور التي تخالف الشرع؛ لم يشكَّ أن الرجل مصاب في أمانته العلمية.
وقد روى: الإِمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قلَّما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إلا قال: "لا إيمان لمَن لا أمانة له".
وليعلم طالب العلم أن الأمور التي تخالف الشرع كثيرة جدّاً في أقوال