الدهلوي المسمى "نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية"، وكتاب محمد أسلم الباكستاني المسمى "جماعة التبليغ: عقيدتها وأفكار مشايخها".
وقد ذكرتُ جملة من ذلك في هذا الكتاب؛ فليطالع من أوله إلى آخره، ولا سيما ما هو مذكور في (ص 38 إلى ص 150)؛ فإن الاطلاع عليه مهمٌّ جدّاً، وفيه أبلغ ردٍّ على كل من نصب نفسه للذبِّ عن التبليغيِّين والجدال عنهم بالباطل.
- الدعامة الثانية:
المغالطة والتلبيس على ضعفاء البصيرة، وإيهامهم بخلاف الواقع المعروف عن التبليغيِّين، وهذا واضح من قوله في (ص 6): "إن كل من مشى معهم – أي: مع التبليغيِّين – وهو متجرِّد من الهوى، لا يكاد أن يثبت أمراً واحداً يخالف الشرع".
والجواب أن يُقال: هذه المغالطة مردودة بما ذكره الكاتب عنهم في رسالته التي أرسلها إلى إنعام الحسن ومَن سواه من علماء التبليغيِّين:
فقد قال في آخر (ص 2): "إن بعض الكبار الذين جاهدوا لإِنجاح هذه الدعوة؛ لا يزال هؤلاء الدعاة القدامى يقومون ببعض الأذكار الصوفية المخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم".
ثم قال في (ص 3): "إن هؤلاء الدعاة يقولون للناس دائماً: إن فلاحنا ونجاحنا في الدنيا والآخرة باتباع أوامر الله تعالى على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هم سرّاً يقومون بأعمال ليس عليها أمر الله ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عملها الصحابة رضي الله عنهم من بعده، ولا عملها كذلك السلف الصالح من التابعين وغيرهم، ولا عرفها كذلك الأئمة الكرام أمثال أبي حنيفة وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى، ومن المعلوم أن هذه الأذكار المحدثة